رسالتنا إلى الشباب في شهر رمضان, هي دعوة إلى التزود بالوقود الإيماني " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى " والاستفادة من خير هذا الشهر وبركاته وعطائه من خلال إحياء الأيام والليالي بالقرآن والذكر والدعاء والاستغفار والتهجد والعبادة, ومن خلال الدعوة إلى الله فى المساجد والمنتديات والبيوت وأماكن العمل, ومن خلال المشاركة في العمل الخيري والاجتماعي مثل توزيع الزكوات والصدقات, وملابس طلاب وطالبات المدارس وزيارات المرضى والمستشفيات والتخفيف عن أصحاب الحاجات, وأيضاً التزود بالإيمان من خلال إكرام الأهل والأقارب وصلة الرحم وإصلاح العلاقات العائلية والصلح بين المتخاصمين..
إن الأمة في حاجة إلى جهد الشباب المؤمن الصالح, الذي يحركه الإيمان, وتدفعه العقيدة, وتضبطه أحكام الشريعة, وتسمو بسلوكه أخلاق الإسلام. هذا الجهد المطلوب يفتح أبواب الأمل للنهوض ويحارب اليأس والإحباط ويقوى المناعة لمواجهة الضعف والفساد والانحلال .
إننا على يقين من أن الإيمان الصحيح هو الركيزة الأولى لبناء المجتمع المسلم الصالح, وهو الأساس الأول لنهضة الأمة وتقدم الوطن, وما ضعفت أمتنا وتأخرت وتكالبت عليها الأمم الأخرى, واستسلمت لأسباب الضعف والهوان, إلا بسبب ابتعادها عن طريق الله, وتفريطها في معالم الدين ومبادئ الشريعة, وعدم غيرتها على محارم الله وحقوقه, ولكي تنهض الأمة ينبغي أن يكون الإيمان رائدها, والتوحيد قائدها, والقرآن دستورها, والجهاد سبيلها, والرسول زعيمها.
ومع الإيمان يأتي العلم النافع, سواء كان علماً دينياً أو دنيوياً, وتحصيل العلم بكل فروعه هو واجب على الأمة, ولا قيام لنهضة ولا أمل في مستقبل, ما لم يأخذ العلم موقعه في صدارة الأولويات, وفى رأس الاهتمامات, وإذا كان على الجهات المعنية والدول أن توفر الأسباب والوسائل التي تتيح التعليم وتطور أساليبه ومناهجه, وتهيئ الأسباب أمام الطلاب والعلماء لبلوغ الأهداف, فإن واجب الشباب أن يقبل على التعليم, وأن يجد ويجتهد في سبيل التحصيل والفهم, وبلوغ أعلى المراتب وأسمى الدرجات, فالمسلم الصحيح عليه أن يتقدم الجميع في تحصيل العلم, والمسلم الواعي برسالته وهدفه, لا يهمل واجبه أبداً, بل يقدم النموذج العملي على نعمة الالتزام بالإسلام من خلال تفوقه العلمي وتميزه الخلقي, واجتهاده الدائم في قاعات البحث والدرس, وحسن تعامله مع أساتذته ومعلميه وزملائه, وحرصه المستمر على دور العلم ومؤسسات التعليم, وهكذا يكون الشباب المسلم الصالح.
إن الأمة المجاهدة في سبيل التقدم والرقى, تحتاج إلى العلماء والأساتذة والمعلمين, الذين يخلصون لها, ويبذلون كل جهدهم في سبيل تربية أبنائها على حب العلم والعلماء, ويصبرون على توجيههم وإرشادهم, ويبذلون ما في وسعهم من أجل رعايتهم وتربيتهم, وعلى الأمة أن تقدر هؤلاء العلماء والأساتذة والمعلمين والمربين, حق قدرهم, وأن تهيئ لهم أسباب الحياة الكريمة, وأن تعينهم على البذل والعطاء والتربية والتوجيه, فالعلم هو طريقنا للنهوض والتقدم, والعلماء هم الساهرون على نهضة الأمة وتقدمها.
إننا في حاجة إلى الشباب المؤمن, الذي يتسلح بالعلم النافع, ويملك الإرادة التي تدفعه إلى البذل والعطاء من أجل نهضة الأمة, وعودتها إلى سابق عزها ومجدها وفخارها .. هذا الشباب هو الأمل في ترسيخ القيم النبيلة, ومحاربة الجشع والغش والتدليس, ومناهضة الظلم والاستبداد, ومقاومة الانحلال والعرى والتفسخ, وغرس قيم الحق والعدل والحرية والشورى, وتقوية الأخلاق والمبادئ, ودعم التراحم والتواد بين الناس[/align]. "